راحلين ولكن في القلب
رحل عن المجتمع المصري في نوفمبر 2008 رجلا حفر تاريخه في الصحافة علي مدار حياته وكان له أسلوبه المتميز والمتفرد الذي يشتاق إليه القراء لقراءته سواء في مقالته أو في مؤلفاته وهو كامل الزهيري الذي كان يتسم في عموده بالاهتمام بالشؤن العامة سواء سياسية أو اقتصاديه أو مشاكل الحياة اليومية ويتناولها من منظور القاري وليس من منظور الصحفي الكاتب وقضي حياته كلها يدافع عن الحقوق الصحفيه من أي سيطرة حكومية.
توفي الكاتب المصري كامل الزهيري عن عمر 81عاما بعد صراع مع مرض السرطان أستمر أكثر من عام وشيع جثمانه من أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة.
ولد كامل الزهيري بالجيزة في مايو 1927 وتخرج من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن)1947 ثم حصل علي دبلوم الدراسات العليا في الآداب من جامعة السوربون بفرنسا عام 1949 وعمل بالمحاماة وأيضا مذيعا بإذاعة الهند ومراسلا لصحيفة الأهرام بالعاصمة الهندية نيودلهي خلال الفترة من 1949 حتى 1952 ثم ألتحق بعد ذلك بالعمل بمجلة روزليوسف قبل أن ينتقل للعمل بمؤسسة دار الهلال حيث تولي مديرا لتحرير مجلة روزليوسف في نهاية الخمسينات ثم رئاسة تحرير مجلة الهلال عام 1964 حتى 1969 ثم أصبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزليوسف 1969 حتى1971 وبدأ منذ عام 1972 في كتابة عمود يومي ثابت عنوانه (من ثقب الباب) في صحيفة الجمهورية اليومية.
أنتخب نقيبا للصحفيين مرتين (1968-1971) و(1979-1981) وفي نفس عام 1968أنتخب أمينا عاما لاتحاد الصحفيين العرب وشارك في وضع القانون الحالي لنقابة الصحفيين والذي يضمن لهم حقوقا نقابيه واسعة وتولي رئاسة إتحاد الصحفيين العرب 1969-1976وساهم خلال هذه الفترة بإنشاء نقابات للصحفيين في تسعة بلدان عربيه وتولي مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى مما جعل تلاميذه والمحبين له يطلقون عليه لقب (نقيب نقباء الصحفيين) خاصة عندما دافع دفاعا مستميتا عن وجود نقابتهم عندما حاول الرئيس الراحل أنور السادات تحويلها إلي مجرد نادي حيث قال لمنصور حسين وزير الإعلام في ذلك الوقت "من يرد أن ينهي حياته السياسية بضرب حرية الصحافة سينتهي من التاريخ، لان النقابة مثل الست الضعيفة وصوتها عالي واللي يجى عليها ما يكسبش أبدا" ورفض الخضوع أمام محاولات السلطة السياسية لفصل بعض خصومها من النقابة بحجة تطهير الجدول وأطلق شعاره الشهير((العضوية مثل الجنسية لا يمكن إسقاطها)) وتميز أسلوبه في الكتابة والتعامل مع الآخرين بالجاذبية وخفة الظل إضافة إلي ما يحمله من معلومات وأسرار تاريخية بالغة الاهميه ودفاع مستميت عن قضايا الحرية والتنوير والعدالة.
حصل كامل الزهيري علي عدد من الجوائز منها شهادة تقدير من مهرجان القراءة للجميع مكتبة الاسره عام1966 لمساهمة في مجال الأعمال الفكرية عن كتاب ممنوع اللمس، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي في مصر عام1988، شهادة تقدير من النقابة العامة لأطباء مصر مارس 1994، جائزة الصحفي العربي لعام2002 من دولة الإمارات العربية الجائزة التقديرية لنقابة الصحفيين المصريين عام2002، وسام لصحافة العربية من الاتحاد العام للصحفيين المصريين عام2002، شهادة تقدير من جمعية المهندسين المعماريين أكتوبر2002، شهادة تقدير من وزارة التربية والتعليم لعام 2001و2002 في ديسمبر2002، جائزة البحر الأبيض الثقافية لعام 2004، جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية من المجلس الاعلي للثقافة عام2005.
من أهم مؤلفات كامل الزهيري التحرير والإشراف علي موسوعة الهلال الاشتراكية والموسوعة السياسية، وألف مجموعة من الكتب منها ممنوع الهمس- منازعات في الديموقراطية والاشتراكية- الصحافة بين المنح والمنع- الغاضبون- العالم من ثقب الباب- النيل في خطر- مزاعم بيجن.
ومن أبرز مقولاته التي قالها:
· وصف أم كلثوم:هي وزارة ثقافة مصر قبل أن تظهر وزارة للثقافة.
· قال عن الزعيم جمال عبد الناصر: ضوء يخرج من عينه أشبه بالليزر
· قال عن السادات: عرفت أن لديه عقلية زراعية أدت إلي ما أسميه شخصنة السلطة
وكان يريد أعادة صياغة المجتمع ككل علي فراجه.
· وصف مبارك: حارس مرمي جاد ذو خلفيه عسكريه.
· الوضع الحالي: نعيش في مرحله الكفاف الديموقراطي وهذا الكفاف قد يمنع الانفجار
لكنه أيضا يمنع الازدهار.
· سخريه من سياسة الوزراء: هناك موضة ابتعاد الوزراء عن الشعب فطول عمري لم أر
وزيرا يمشي في الشارع فكيف إذن سيعرف مشاكل الشعب
والمواطنين.
- دفاعا عن الذاكرة الوطنية: أحب أن أعلم الأجيال التي جاءت بعدي ما تعلمته من الأجيال
التي سبقتني ويقول خذوا الأشياء العاطفية بعقولكم والأشياء
العقلية بعواطفكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق