الجمعة، 3 أبريل 2009

مقالي في مجلة عالم آدم

الي من يتحدث الاب 

اليوم تذكرت ما قاله لي أبي أمس ونحن جالسين معا في المنزل فقد قص علي موقف غريب لعم محمد البالغ من العمر خمسين عاما يعمل في شركة سياحة وله بنت وولد ذهب إلي مقهى الرجال وكان جالسا وهو عابس الوجه وبدأ أبي في التعرف علي سبب حزنه ولكنه لم يرد عليه مما دفع أبي أن يطلب له كوب من الشاي الدافيء بسبب برودة الجو وبعدها بدأ عم محمد في حكاية قصته في هذا اليوم فهو مثل أي يوم أذهب إلي مكتبي في الصباح الباكر وأجد عدد من المشكلات ولكن مشكلة هذا اليوم كانت كبيرة بسبب اتهام زملائي لي بأني مقصر في حجز فندق لاحد الافواج السياحيه ومعهم أدله غير صحيحه مما دفعني الموقف إلي الذهاب للمدير وأتحدث معه بطريقه عصبيه فأحالني المدير إلي التحقيق وبعدها ذهبت إلي المنزل وقالت "الحمد لله أني عدت إلي  المنزل وسأجد من أتحدث معه" وعندما دخلت وجدتهم جميعا في انتظاري وأثناء تناولنا الغداء  بدأ الابن في الحديث معي ولكني قلت سريعا  "مش عايز أسمع حاجه" ثم بعدها بفتره قالت بنتي أريد مبلغا من المال حتي أشتري وهنا قاطعتها وقلت لها" أنتو مش بتحسو ليه هو أنا ناقص كفايه حرام عليكو" وبعد الغداء جاءت لي زوجتي وطلبت مني أن تذهب إلي أبيها لأنه مريض وهنا قلت لها"روحي أنتي حره " وبعدها ارتديت ملابسي مره أخري وذهبت إلي المقهى حتى أتحدث مع أحد ، فالي من يتحدث بعد ذلك؟وهنابدأت أفكر في أن الاب هو الذي يستمع وهو الذي يصرف وهو الذي يعمل فهو يعد كل شيء في كيان الاسره فهو مثل أي انسان له مشاعر وله درجات أحتمال فالانسان الطبيعي له الحق في أن يتحدث مع غيره عن مشاكله ولكن لمن يتحدث إذا كان الاولاد يطلبو منه دون الاستماع اليه وحتي الزوجه تحكي وتتكلم ولا تسمع فالاب له الحق مثلهم في الحديث وليس الاستماع فقط فإذا فكرنا في أن نكون في مكان الاب بكل الضغوط المحيطه به سوف نفكر ونتروي في الحكم عليه ولا نحزن منه سريعا ومفترض أنه إذا شعرنا أنه غير طبيعي يجب سؤاله ماذا بك فإذا لم يتحدث معنا فإلي من يتحدث؟؟؟   

بقلم :ساره ممدوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق